.

.
الحق والعلم والعدل في النقد من يرد الله به خيرا يفقه في الدين حقيقة اليقين أهل السنة والجماعة مدونة شباب الخيرالسلفية

08 ديسمبر 2013

[[التكفيري مريض نفسيآ]] لقاء مع معالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ/ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في مسائل مهمة...

[[التكفيري مريض نفسيآ]]

لقاء مع معالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ/ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في مسائل مهمة...

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

معالي الشيخ، الأحداث الأخيرة التي حدثت في بلادنا أوجبت لنا فتح العديد من الملفات وتبيينها للناس. فأول هذه الأسئلة التي قد تتبادر إلى الذهن: هل هذه الأحداث وهذا العنف الذي يقع سواء في بلادنا أو في غيرها من البلاد الإسلامية يكون وراءه أفكار معينة؟ أم أنهم يهدفون من ورائه إلى إصلاح القضايا الأخرى؟.      

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد...فلا شك أن تاريخ الإنحراف في تاريخ المسلمين قديم، هو ابتدأ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج رجل يتهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لم يعدل في قسمته، آل الأمر إلى خروج طائفة تسمى (طائفة الخوارج) يتعبدون الله جل وعلا بالقتال غير المشروع للمسلمين ولغير المسلمين.هذه الطائفة ترمي إلى ـبحسب معتقدها وحسب ظنها وحسب ما تريدـ ترمي إلى إحقاق الحق، وإلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكان من ذلك في ظنهم قتل عثمان بن عفان وقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وهما صاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وممن شهد لهما النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، فقتلوهما يريدون من ذلك الأجر والثواب.                        
فأحياناً يأتي الشيطان إلى المتلبس بالدين الراغب في نصرة الدين، يأتيه من هذه الجهة، من جهة غيرته، من جهة ديانته، من جهة حبه للإسلام، للمسلمين، حبه لكتاب الله، فيحرفه من هذه الجهة فيقوده إلى الغلو والإنحراف. فإذاً هذه الأحداث الأخيرة ليست جديدة في الواقع على الأمة الإسلامية، وإن كانت في تصويرها وهيئتها وشكلها وعنفها فيها بشاعة كبيرة ربما قل أن مرت على الأمة الإسلامية.                        

لكن أساساتها وهي الفكر المنحرف الغالي الخارج عن طريقة أهل السنة والجماعة، الذي ينحو إلى التكفير، تكفير المسلمين، أو تكفير أصحاب المعاصي، أو تكفير الحكام، أو تكفير الدول، وينحو إلى الغيرة غير المنضبطة بضوابط الشرع. هذا الإنحراف الكبير والجرم أدى إلى مثل هذه الأعمال الكبيرة. فنحن حينما ننظر إليها ننظر إلى تاريخ لأمثال هؤلاء، وليست وليدة اليوم ولا البارحة.
---------------

سؤال : أحسن الله إليكم معالي الشيخ، يعني ترون من الأسباب التي كان بسببها هذه التفجيرات هي قضية أن بعض من فعل هذا يحمل فكر التكفير يا شيخ؟.

الجواب: لا شك أن الأحداث هذه سبقتها أحداث في الرياض من سبع سنوات، وقد قابلوا بعض الذين فجروا في الرياض من سبع سنوات، وبينوا أنهم يدينون بالتكفير، حتى تكفير العلماء فضلاً عن تكفير غيرهم. هذا الأمر مستقر وإن لم يظهروه؛ لأن كون الإنسان يقدم على مثل هذه الأعمال الإجرامية البشعة لابد أن يكون عنده دافع يبرر له ما فهم، وهذا التبرير لا يكون إلا بتكفير الناس أو تكفير بعضهم؛ لذلك يؤول إلى عدم قبول كلام العلماء، وعدم الرضا عن المجتمع، أو الرغبة في الجهاد بحسب ظنه الجهاد غير المكتمل الشروط الشرعية.
---------------               

سؤال: وهذا ما يفسر معالي الشيخ حينما كنتم نائباً لوزير الشؤون الإسلامية في عقد دورة بعد أحداث الرياض في مدينة الرياض عن التكفير والوسطية؟.

الجواب: هذا صحيح؛ لأن موضوع التكفير دائماً متجدد في الأمة، وهو مرتبط بفكر الخوارج على العموم، والنبي صلى الله عليه وسلم حينما تحدث عن الخوارج قال: ((لا يزالون يخرجون حتى يقاتل آخرهم مع الدجال)) فظهور الخوارج ليس مقتصراً على الزمن الأول، فلا يزالون يخرجون لكن في أثواب جديدة، ويجمعها أنهم يذهبون إلى الغلو، الغلو في مجالات ومنها قضية التكفير. فمسائل التكفير هذه هي السب الذي يقنع به الشباب هؤلاء أو من ينحو هذا المنحى يقنع به نفسه أن تصرفه سليم، فهو ينحو إلى شيء يريد تبريراً له،            

وهذا الذي نحا إليه هو من نفسية يكون إما من جهة واقع المجتمعات الإسلامية، أو تسلط غير المسلمين على المسلمين في أنفسهم أو في بلادهم، أو من حيث كثرة المنكرات الموجودة أو من حيث تعطل بعض أنواع الجهاد ونحو ذلك.                   
---------------

سؤال: أحسن الله إليكم، معالي الشيخ مسائل التكفير هي واضحة وبيّنة في كتاب الله وسنة رسوله، وفي مناهجنا التعليمية الحديث عن هذا الموضوع وخطورته، لكن مع هذا كله وقع بعض الانحراف، إذاً ما هو السبب يا معالي الشيخ؟.                                  

الجواب: أولاً أحب أن أُقدم بأن التكفير حكم؛ لأن التكفير معناه أن تُكفر مسلماً. والتكفير أتى في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم:                        

1- تكفير من كفّره الله جل وعلا.

2 - تكفير المسلم الذي ارتد عن دينه، هذا حكمه موجود في الكتاب والسنة. يقول الله جل وعلا: {...وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ} (74) سورة التوبة. وقال: {...كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} (86) سورة آل عمران. وقال: {...مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (54) سورة المائدة.

والنبي صلى الله عليه وسلم بيّن أن من المرتدين التارك لدينه المفارق للجماعة. فإذاً حكم التكفير موجود، ومنهج أهل السنة والجماعة أن الردة قد تعرض على المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، إما بقول أو فعل أو اعتقاد أو شك. وهذا هو الذي دونه أهل العلم في كتب التفسير وكتب العقائد وكتب الفقه من أتباع المذاهب الإسلامية جميعاً.                 

لكن هذا الأمر الذي هو موجود في التفاسير، موجود في الأحاديث، موجود في الشروح، وموجود في كتب الفقه، حتى لا يكاد لا يوجد مذهب إلا وهناك باب خاص في هذا الأمر اسمه (باب حكم المرتد). هذا التكفير مع صعوبته وكونه من أواخر أبواب الفقه خاض فيه من لا يعرف أحكام الصلاة التفصيلية ولا أحكام الزكاة التفصيلية،                       

وهو أصعب الأبواب من جهة الفهم وجهة التطبيق. باب التكفير على العموم لا يليه أفراد الناس، إذا كان الحكم في مسائل البيوع الموجودة في كتب الفقه يليه أو يتولاه من هو متخصص في البيوع، أحكام الشركات من هو متخصص في الشركات،                  

أحكام الأوقاف والوصايا والمواريث من هو متخصص في الفرائض والوصايا والمواريث، الجنايات من يحكم أن هذا يُقتل وهذا يُقتص منه وهذا يُعطى دية وهكذا...إلى آخره. من الأحكام الشرعية من هو مختص من أهل القضاء أو من أهل الفتوى.فكيف بالحكم على مسلم في الردة؟.  

لا شك أن هذا الأمر من أصعب ما يكون من جهة الفتوى ومن جهة الحكم؛ ولذلك الحكم فيه ليس للأفراد، وليس هو مما يُطالب كل مسلم أنه يُطبقه أو إنه يقول أنا أحكم على فلان وفلان بحسب ما أرى، هذا مرتبط بوجود شروط ووجود موانع ووجود أحكام تفصيلية له،                      

ولهذا أهل العلم يجعلون أبواب التكفير موكلة إلى القضاة فقط، وليست إلى عامة الناس ولا حتى أفراد طلبة العلم أنه يقول فلان ارتد وفلان خرج من دينه أو فلان هذا كافر...ونحو ذلك،           

هذا حكم مختص بالقاضي، القاضي هو الذي يحكم أو المفتي الذي اجتمعت فيه شروط القضاء، المفتي الذي يحسن القضاء يعني إثبات الشروط وانتفاء الموانع. لهذا نقول إن التسارع الذي حصل في هذه المسائل أنا لست مع من ينفي هذا الحكم الشرعي، لا شك أن هذا خطورة أن نقول إنه لا يوجد باب اسمه باب ردة، ولا يوجد إن المسلم ممكن يرتد، ولا يصح أن نُكفر، حتى هناك من قال: لا تكفروا اليهود والنصارى، لا تكفروا غير المسلمين!!. هذا مناقضة لأحكام الله جل وعلا في كتابه، وأحكام النبي صلى الله عليه وسلم. لكن المسألة الحكم موجود في الكتاب والسنة،     

لكن من يلي هذا الحكم ؟أهل العلم ذكروه، من يلي هذا الأمر؟. هنا يأتي ضبط المسألة. فإذاً المسألة من جهة فقهية من جهة عقدية موجودة، المسألة تُعرض لها في كتب العقائد مسائل التكفير،                       

تُعرض لها في كتب العقائد وعرضها في كتب العقائد من جهة الاعتقاد لا من جهة الحكم؛ لأن الأحكام على الواقع هذه مرتبطة بالفقه أن تحكم على…، لكن العقيدة موجود فيها بعض أحكام التكفير لتعتقدها، يعني من هو الذي يكفر، ما هي الأعمال المكفرة، ما هي الأقوال المكفرة، ما هي صفة الكفر حتى يحذر منها المسلم ويعتقد ما قاله الله جل وعلا وقاله رسوله صلى الله عليه وسلم .من هنا بدأ الخلل من بعد التفجيرات التي ذكرتها السابقة في الرياض،          

وعلى إثرها عقدنا في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عدة محاضرات ودورات تتعلق بإيضاح مسائل الغلو والدعوة إلى الوسطية وإيضاح مسائل التكفير، ومنها الدورة التي ذكرتها في مطلع السؤال. هذه الدورات تهدف إلى بيان ما يتصل بهذه المسألة وتحذير الشباب من أن يتعاطوا هذه المسألة، وأنا بحكم قربي من طائفة كبيرة من الشباب وطلبة العلم من قديم أجد أن كثيراً من الشباب يرومون الخوض في هذه المسائل ويأنسون لها، وهذا خلاف ما يجب عليهم.                

الواجب عليهم أن يدخلوا ويبحثوا عن المسائل التي تنفعهم في دينهم. أما المسائل التي هي من اختصاص القضاء أو من اختصاص المفتي أو نحو ذلك ما فيه أحكام كبيرة، هذا ليس من الحسن أن يدخل فيه أفراد الناس، بل يسبب ضلالاً وانحرافاً في الطريق.     

الحظ أيضاً أن دخول الناس في هذه المسائل سيؤول إذا لم يُحد منه إلى أن يُكفر بالهوى، يعني شخص ما أعجبه تصرفات شخص آخر، أو قال هذا التصرف يلزم منه أنه يكره الدين. هذا التصرف يلزم منه أنه يفعل كذا، فيُكفر باللازم، وهذا وُجد في بعض البلاد الإسلامية بعض الفئات والجماعات تُكفر باللازم، يعني يقول: يلزم من كلامه أنه يكون كذا وكذا وكذا.                  

وكما يقول أهل العلم من الأصوليين وغيرهم: لازم المذهب ليس بمذهب وناقل الكفر ليس بكافر، فقد يكون هناك بعض الكلام الذي يؤاخذ صاحبه عليه لكن لا يبلغ به هذا المبلغ.          
من المسائل أيضاً التي أدت إلى فكر التكفير بشكل عام الخوض في مسائل الحكم بغير ما أنزل الله، وهذا الحكم بغير ما أنزل الله معروف تفاصيل الأحكام عليه في كتب أهل العلم في العقيدة والحديث والفقه والتفسير أيضاً، منذ القديم تكلم فيه ابن عباس رضي الله عنهما وتكلم فيه أئمة الإسلام ،لكن الآن تجد الشاب بعض الفئات خمسة عشر سبعة عشر سنة، عشرين خمس وعشرين سنة ما عرفوا أحكام الفقه ولا أحكام العقيدة تجده أنه يجادل في مسائل الحكم بغير ما أنزل الله،                      

فجُعلت هدفاً لإحياء قضايا التكفير عند بعض الجماعات والفئات.              
---------------

سؤال: السبب معالي الشيخ، يعني لماذا هؤلاء الشباب في هذا السن يتركون العلوم الواضحة البينة ويقدمون على مثل هذه الأشياء؟.      

الجواب: أتصور أنا أن نفسية الشاب، وحبذا أيضاً في هذا المقام لو يُستعان بالأطباء أطباء النفس  ـ طبيب متخصص طبيب نفسي ـ في عرض وجهة النظر في لماذا يجنح الشاب إلى أصعب الأمور إلى التكفير إلى قتل نفسه، إلى...إلى...هذه المسائل التي فيها انحراف والجرم كبير، لماذا يلجأ إليها؟. لكن أنا في تصوري من واقع التجربة أن الشاب عنده رغبة في إثبات نفسه وإثبات غيرته على الدين، وعنده رغبة في أن يقول للصح صح وللغلط بمنظوره هو، فيندفع في وجهته بأن هذا صح وهذا غلط يؤديه إلى أن هذا إيمان وهذا كفر. فالشاب يريد الإثبات، يريد التميز، فالآن تصرفات الشباب بشكل عام حتى الشباب الذي عنده تصرفات شهوانية أو أشباه ذلك في ملابسه مثلاً أو في سلوكه أو في أعماله أو في هيئاته أو نحو ذلك، هو يبحث عن التميز.                  

هذا صراع نفسي في ذاته، يبحث عن التميز ولفت النظر...إلى آخره، هذه قد تلبس أيضاً ثوب الدين فيذهب إلى هذه المسائل الصعبة التي يبرز فيها بحسبه وأنه يترك المسائل التي تنفعه في دينه لأنها لا تبرزه، تجعله شخصاً غير صاحب رؤية مثلاً أو كذا؛                               
لأنه يتكلم إذا بحث عن مسائل العقيدة العامة في الإيمان وأركان الإيمان ونحو ذلك، مسائل الصلاة، العبادة، الطهارة، العبادات، أحكام بعض المعاملات، العشرة، التعامل، الإجتماعيات، البر، طريقة التعامل، الصلة، الحقوق، حقوق نفسه عليه، حقوق والديه، حقوق أقاربه، حقوق ولاة الأمر، حقوق أهل العلم، حقوق المسلمين. يجد أن تكون هذه المسائل تفرض عليه أشياء لكن لا تعطيه تميزاً،                             

فلذلك يجنح إلى شيء يثبت به صحة إيمانه وغيرته على الدين وصحة محبته لأهل الإسلام، فيجنح إلى أشياء صعبة مثل قضايا التكفير أو الجهاد الذي لم تكتمل شروطه...

يتبع اللقاء...






مجموعات شباب الخير الدعوية
----------------                                              
حسابنا عالفيس بوك (مجموعات شباب الخير الدعوية).                                       http://goo.gl/4aZ8i
                                                ولمتابعتنا عالتويتر...                                                                   http://twitter.com/ShababAl5airGRB
                                                للإنضمام في المجموعات فضلاً ارسل الإسم وكلمة: (إنضمام) إلى الرقم: (00966555592259) وللإلغاء الحرف: (غ).                                                                                           ----------------
��آمل من جميع الأعضاء الكرام عدم الحذف أو التغيير أو العبث في توقيع المجموعة وجزى الله خيرآ كل من ساهم في النشر��

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق