.

.
الحق والعلم والعدل في النقد من يرد الله به خيرا يفقه في الدين حقيقة اليقين أهل السنة والجماعة مدونة شباب الخيرالسلفية
أحدث الأخبار
Loading...
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشيخ مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله -. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشيخ مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله -. إظهار كافة الرسائل

08 مايو 2014

ماذا تريد الصحافة والإعلام من دعاة الإسلام ؟


ماذا تريد الصحافة والإعلام من دعاة الإسلام ؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه الكرام
أما بعد :
فقد جاء عن الإمام مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله ـ في جلسته مع الصحفي الألماني أنه قال: ((فإن الغالب على الصحفيين أنّهم يتلونون، فهم يمدحون الحكام من أجل أن يعطوهم أموالاً، وربما يقلبون الحقائق ويهاجمون أهل العلم، فلا بد أن يكون الشخص ذا مبدأ صادق ولا يبالي بمن خالف، أما إذا كان يتلون فحتى صحيفته لن يطمئن الناس إليها، لأنّها قد أصبحت كذابة ومع المادة )) ([1])
وقال بعد هذه الجلسة في اليوم التالي : ((وبما أن هذا الزائر ادعى أنه صحفي، وغالب ظني أنه جاسوس وليس بصحفي، على أن الصحفيين يجوز أن يكون غالبهم جواسيس، ففي ذات مرة أتاني شخص من اليمنيين قد علق كاميرا التصوير، وقال: أنا صحفي أريد أن ألقي معك مقابلة، فأريد أن تخبرني بكتبك التي ألفتها، وبحالة الدعوة، وهكذا، ثم تحدثنا قليلاً، فقال: أنا أقول لك بالمفتوح الآن مع أزمة الخليج وكان هذا في أيام أزمة الخليج من أين يأتيكم المال؟ فلعلكم قد تعطلتم من المال، فإذا كان قد حصل هذا فسنطلب من الحكومة أن تساعدكم. فقلنا: له: لا، نحن بخير والحمد لله.
وفي مرة أخرى أتاني أربعة أو خمسة في المكتبة القديمة وقالوا: نحن صحفيون، فهذا مندوب وزارة الإعلام، وهذا مندوب صحيفة كذا، وهذا مندوب لجريدة كذا، فقلت لهم: لا أدري أصحفيون أنتم أم جواسيس؟ فقالوا: هكذا. قلت: نعم. فقالوا: إذًا نترك المقابلة. فقلت: اتركوها. ثم رأيت واحدًا منهم في صعدة.
فالغالب عليهم أنّهم يريدون أن يفتنوا بين الدعاة إلى الله، وبين الدعاة إلى الله والحكومات وكذلك مسألة الكذب فأحدهم مستعد أن يكذب ولا يبالي، وعدم الصراحة، وربنا يقول في كتابه الكريم: {ياأيّها الّذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيًّا أو فقيرًا فالله أولى بهما فلا تتّبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإنّ الله كان بما تعملون خبيرًا}.
وإذا كانت مجلة "الفرقة" والتي يزعم أصحابها أنّهم من الدعاة إلى الله وهم في الواقع من المحاربين للسنة، ومن أكذب الناس، فما ظنك بشخص علماني، الله أعلم أهو يهودي أو نصراني أو شيوعي، فهل يأتي من كان بعيد لينشر لنا الإسلام؟!!
 وهناك في كتاب "المصارعة" فصل بعنوان: جلسة قصيرة مع عميان البصيرة. أنصح بقراءته عند أن جاءنا خمسة عشر صحفيًا، وكنا نظن أنّهم سينقلون الحقيقة والواقع فإذا هم يكذبون إلا من رحم الله منهم ...
فمن الذي يصدقهم أو يصدق جرائدهم، أو أنّهم يريدون نشر الحقيقة، فأنصح نفسي وإخواني أنه إذا أتى صحفيون ألاّ نضيع وقتنا معهم، فهم يفرحون بالكلمة يختطفونها.
فيجب على أهل السنة أن يحمدوا الله سبحانه وتعالى الذي رفع شأنهم وقدرهم وجعل أمريكا وإسرائيل تهاب منهم.
وقد كان من جملة الأسئلة التي عرضها هذا الصحفي أن قال: كيف التدريبات العسكرية عندكم؟
فقلت له: ليس لدينا وقت لهذا، وهي ليست محرمة علينا، فإن الله عز وجل يقول: {وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم }.
ثم سأل عن الجهاد والقتال والخروج على الحكام، فقلت له: إن الخروج على الحكام يعتبر فتنة، لكن يجب على المسلمين أن يعدوا أنفسهم لقتال الكفار، فقال: مثل من؟ فقلت: مثل اليهود والنصارى والعلمانيين والشيوعيين، فقال: ومتى يكون ذلك؟ فقلت: إذا عرف المسلمون أمور دينهم وتمسكوا بالكتاب والسنة.
والشريط من فضل الله كله عليه، ولكنه كما قلت ضياع وقت؛ فنحن طلبة علم وجلوسنا مع الزائرين المسلمين أنفع للإسلام والمسلمين، فربما يأتينا أخ من أقصى حضرموت، فأقول له أنا مشغول، أو من الحديدة، وأقول كذلك: أنا مشغول.
فأنا أقول: إنني ما أنصفت الزائرين، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((إنّ لزورك عليك حقًّا)). فينبغي أن نجعل لإخواننا الزائرين وقتًا فهم أحق بهذا، والله سبحانه وتعالى يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {واخفض جناحك لمن اتّبعك من المؤمنين }.
فينبغي أن نكون متحابين حتى ينفع الله بدعوتنا، وإذا زارنا الزائر ورآنا متحابين يؤثر بعضنا بعضا ويشفق بعضنا على بعض فهذه تعتبر دعوة )) ا.هـ ([2])
وقال الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ : (( .. كان لي من كلمة أقولها بهذه المناسبة فهي أنه قد اتصل بي بعض التجار الصحفيين محاولا أن يجرني بكلمات معسولة إلى الدخول في حلبة الرد على المخالفين ، وذلك بأن يفرد لي كما قال زاوية خاصة ! وكنت أود لو كان عندي فراغ من الوقت أن أستجيب لتلك الرغبة ، لولا يقيني أن جل هذه الصحف إن لم أقل كلها لا يهمها إحقاق الحق أو إبطال الباطل ، بل هي تنشر كل ما هب ودب مما هو ظاهر البطلان .
ولا أدل على ما قلت من نشر إحدى هذه الصحف مقالة ذاك المجاهد المزعوم والناشر لصورتي اختلاسا حيث عنون ـ هو أو القائم على النشر وأحلاهما مر ـ المقال المشار إليه ، وبالحرف الكبير :" الألباني كان من الإخوان المسلمين " ([3]!!
والقاصي والداني يعلم أننا لا نؤيد كل هذه التكتلات الحزبية بل نعتقد أنها مخالفة لنصوص الكتاب والسنة ..
إلى غير ذلك من أكاذيبه وافتراءاته .
ومما حملني على الامتناع عن خوض هذا المعترك الصحفي أنني كنت دخلت في تجربة مماثلة مع بعض الصحف منذ بضع سنين حينما نشرت أربع المقالات متتابعة في بعض الجرائد ردا على أحد الكتاب المعتدين على السنة ، وإذا بي أفاجأ بامتناع صاحب الجريدة على الاستمرار في نشر بقية الرد !!
ومثل هذه التجربة كثير وكثير )) ([4])
قال مقيده ـ عفا الله عنه ـ : إن في كلام الإمامين المحدثين ناصر الدين الألباني ومقبل بن هادي الوادعي ـ رحمهما الله ـ تجليت لحقيقة الصحافة وعمالها وبيان مناخ جوها السائد فيها ، فمما نستخلصه من كلامهما من الفوائد العلمية والتوجيهات التربوية .
الأولى : إن غالب على الصحافة والصحفيين طابع التجارة والمادة وجمع الأموال ولو بالكذب والتلون وجعل الباطل حقا والحق باطلا وقلب الحقائق بل هذا هو ماء حياتها  كما هو الواقع المشاهد ، فهي ما قامت إلا لخدمة مصلحتها والنظر في ذاتها ، ومن كان كذلك لا يهمه الإسلام ولا مصلحة أهله وإن تظاهروا بنصرته والدفاع عنه وطلب حقوق أهله  .
الثانية : إن الصحافة قائمة على إثارة الفتن في المسلمين والتنقيب والتفتيش عن الخلاف الموجود بين أهل الإسلام ، وخاصة ما كان بين أهل العلم ودعاته ، فيخرجونه من زاويته الضيقة إلى عالم العوام ، فيكونون بعملهم هذا قد غذوا مادة هذا الخلاف ووسعوه ونشروه بين من لا يحسن التعامل معه ولا عرف أسباب حدوثه ، ولا عرف المحق من المبطل في هذا الخلاف والاختلاف ، فيخوض فيه الجاهل وغير المبصر والخبير بواقع هذا الخلاف ومن هب ودب ويتكلم فيه كل أحد مما يزيده انتشارا وتوسعة ، ويخفى معه الحق كما هو الواقع المشاهد .
وهذا ما يريده العدو اليهودي والنصراني من هذه الصحافة ووسائل الإعلام .
جاء في كتاب ( الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون)(ص: 140) ، " البروتوكول السابع " من بروتوكولات حكماء صهيون : (( يجب أن ننشر في سائر الأقطار الفتنة والمنازعات والعداوات المتبادلة. فإن في هذا فائدة مزدوجة: فأما أولاً فبهذه الوسائل سنتحكم في أقدار كل الأقطار التي تعرف حق المعرفة أن لنا القدرة على خلق الاضطرابات كما نريد، مع قدرتنا على إعادة النظام ))
وجاء في ( ص 159 ـ 166 ) ،" البروتوكول الثاني عشر " :(( وسنعامل الصحافة على النهج الآتي: ما الدور الذي تلعبه الصحافة في الوقت الحاضر؟
إنها تقوم بتهييج العواطف الجياشة في الناس، وأحياناً بإثارة المجادلات الحزبية الأنانية التي ربما تكون ضرورية لمقصدنا. وما أكثر ما تكون فارغة ظالمة زائفة، ومعظم الناس لا يدركون أغراضها الدقيقة أقل إدراك ، إننا سنسرجها وسنقودها بلجم حازمة. ))
قلت : قد تجلت هذه الحقيقة المرة في بعض الجرائد والصحف والقنوات التي تستضيف على مائدتها بعض الدعاة بغض النظر عن سلامة منهجهم واستقامة سلوكهم وغزارة مادة علمهم ، فتحاورهم وتفرض عليهم الإجابة على بعض أسئلتها التي تحتوي على السخرية والاستفزازات بأصول المنهج السلفي وأئمته الأخيار الأحياء منهم والأموات ، والمصيبة أن ذاك المستضيف لا يتحرك إلا بإيعازهم ، وتضييق الكلام عليه والحيدة مما يكون سببا في إخفاء الحق وعدم إظهاره ([5]!!!
ومن ذلك إني نبهت أن أحدهم ([6]) استضفته قناة الشروق الجزائرية على مائدتها على المباشر ، وهو ممن يدعي السلفية ومنهج أهل الحديث والأثر شكلا ولقبا ويخالفه تمسكا وعملا فرأيت منه من التلون والتحول والتذبذب والذوبان والانهزامية والمين ما يندى له الجبين، وإن كان هذا ليس بغريب على من عرفه وخبره .
ففي هذه الحصة أستغله أهل الفساد أيما استغلال ، ففيها سوى العيد شريفي الضال المبتدع بفضيلة الشيخ المفتي علي فركوس السني في الرتبة والمنزلة !!!
وميّع مسألة الجمعيات والانتخابات !!!
وطمس رونق الولاء والبراء الذي يتميز به أهل السنة والجماعة في معاملتهم لأهل الفرقة والبدعة .
وحكم على عدة مسائل تكلم فيها الإمام ربيع المدخلي وغيره من علماء الأمة وحكموا عليها بالبدعة والمخالفة وفصلوا فيها القول ، بأنها مسائل اجتهادية ، يحق هو وغيره من أهل البدع والأهواء الذين قالوا بها أن يخالفوا فيها أولئك العلماء الأجلاء .
وإلى غير ذلك من الضلالات والسفسطائيات التي سجلها على نفسه في تلك الحصة وغيرها مما تحكم عليه بالضلال والضياع والانصهار مع الفساد .
وأيضا مما يلحق بهذه الجرائد والقنوات التي تثير الفتنة بين المسلمين ما هو حادث في المنتديات الإلكترونية من نشر الخلاف وإثارة النزاعات بين طلبة العلم وتنقيب عن ما يغذي تلك النزاعات والخصومات حتى أصبحت هذه المنتديات أوكار السباب والشتائم واللعن والتكفير والتبديع والتفسيق ، فكل جماعة تلعن أختها وتبدعها وتفسقها وتقول أنا على الحق وعلى السنة وهي على المخالفة والبدعة ، وإذا رأيت وتأملت في مقالاتهم تجدها عارية من العلم والحوار العلمي النقي الذي يكسوه الآداب والانقياد للحق واحترام الخلق .
وكثير من هذه الصراعات والمنازعات بين أهل هذه المنتديات إذا حققت فيها تجد منشأها حظوظ النفس ورعوناتها يظهرها أصحابها في قالب الديانة والنصيحة  وهي أقربها إلى الفضيحة ، وهذا بخلاف مناقشات وردود علماء الحديث والجرح والتعديل من أمثال الألباني وابن باز ومقبل الوادعي وآمان الجامي والنجمي وربيع المدخلي وعبدالمحسن العباد والفوزان وغيرهم من العلماء المعاصرين والسلف تجدها مكسوة بالعلم والأدلة والآداب ، نقية من الشتائم والسباب ، مما تستوضح لك براءة منهج أولئك الأئمة الكرام من فعال هؤلاء الطغام .
قال فضيلة الشيخ المبجل محمد بن عبدالله الإمام ـ حفظه الله ورعاه ـ في كتابه " الإبانة"( 232 ـ 233 )
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (28/ 236 ـ 238) : (( فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَغْتَابُ مُوَافَقَةً لِجُلَسَائِهِ وَأَصْحَابِهِ وَعَشَائِرِهِ مَعَ عِلْمِهِ أَنَّ الْمُغْتَابَ بَرِيءٌ مِمَّا يَقُولُونَ أَوْ فِيهِ بَعْضُ مَا يَقُولُونَ؛ لَكِنْ يَرَى أَنَّهُ لَوْ أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ قَطَعَ الْمَجْلِسَ وَاسْتَثْقَلَهُ أَهْلُ الْمَجْلِسِ وَنَفَرُوا عَنْهُ فَيَرَى مُوَافَقَتَهُمْ مِنْ حُسْنِ الْمُعَاشَرَةِ وَطِيبِ الْمُصَاحَبَةِ وَقَدْ يَغْضَبُونَ فَيَغْضَبُ لِغَضَبِهِمْ فَيَخُوضُ مَعَهُمْ.
وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْرِجُ الْغِيبَةَ فِي قَوَالِبَ شَتَّى. تَارَةً فِي قَالِبِ دِيَانَةٍ وَصَلَاحٍ فَيَقُولُ: لَيْسَ لِي عَادَةً أَنْ أَذْكُرَ أَحَدًا إلَّا بِخَيْرِ وَلَا أُحِبُّ الْغِيبَةَ وَلَا الْكَذِبَ؛ وَإِنَّمَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحْوَالِهِ. وَيَقُولُ: وَاَللَّهِ إنَّهُ مِسْكِينٌ أَوْ رَجُلٌ جَيِّدٌ؛ وَلَكِنْ فِيهِ كَيْت وَكَيْت. وَرُبَّمَا يَقُولُ: دَعُونَا مِنْهُ اللَّهُ يَغْفِرُ لَنَا وَلَهُ؛ وَإِنَّمَا قَصْدُهُ اسْتِنْقَاصُهُ وَهَضْمٌ لِجَانِبِهِ. وَيُخْرِجُونَ الْغِيبَةَ فِي قَوَالِبَ صَلَاحٍ وَدِيَانَةٍ يُخَادِعُونَ اللَّهَ بِذَلِكَ كَمَا يُخَادِعُونَ مَخْلُوقًا؛ وَقَدْ رَأَيْنَا مِنْهُمْ أَلْوَانًا كَثِيرَةً مِنْ هَذَا وَأَشْبَاهِهِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْفَعُ غَيْرَهُ رِيَاءً فَيَرْفَعُ نَفْسَهُ فَيَقُولُ: لَوْ دَعَوْت الْبَارِحَةَ فِي صَلَاتِي لِفُلَانِ؛ لَمَا بَلَغَنِي عَنْهُ كَيْت وَكَيْت لِيَرْفَعَ نَفْسَهُ وَيَضَعَهُ عِنْدَ مَنْ يَعْتَقِدُهُ. أَوْ يَقُولُ: فُلَانٌ بَلِيدُ الذِّهْنِ قَلِيلُ الْفَهْمِ؛ وَقَصْدُهُ مَدْحُ نَفْسِهِ وَإِثْبَاتُ مَعْرِفَتِهِ وَأَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْهُ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْمِلُهُ الْحَسَدُ عَلَى الْغِيبَةِ فَيَجْمَعُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَبِيحَيْنِ: الْغِيبَةِ وَالْحَسَدِ. وَإِذَا أَثْنَى عَلَى شَخْصٍ أَزَالَ ذَلِكَ عَنْهُ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ تَنَقُّصِهِ فِي قَالِبِ دِينٍ وَصَلَاحٍ أَوْ فِي قَالِبِ حَسَدٍ وَفُجُورٍ وَقَدْحٍ لِيُسْقِطَ ذَلِكَ عَنْهُ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْرِجُ الْغِيبَةَ فِي قَالِبِ تمسخر وَلَعِبٍ لَيُضْحِكَ غَيْرَهُ بِاسْتِهْزَائِهِ وَمُحَاكَاتِهِ وَاسْتِصْغَارِ الْمُسْتَهْزَأِ بِهِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْرِجُ الْغِيبَةَ فِي قَالِبِ التَّعَجُّبِ فَيَقُولُ تَعَجَّبْت مِنْ فُلَانٍ كَيْفَ لَا يَفْعَلُ كَيْت وَكَيْت وَمِنْ فُلَانٍ كَيْفَ وَقَعَ مِنْهُ كَيْت وَكَيْت وَكَيْفَ فَعَلَ كَيْت وَكَيْت فَيُخْرِجُ اسْمَهُ فِي مَعْرِضِ تَعَجُّبِهِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْرِجُ الِاغْتِمَامَ فَيَقُولُ مِسْكِينٌ فُلَانٌ غَمَّنِي مَا جَرَى لَهُ وَمَا تَمَّ لَهُ فَيَظُنُّ مَنْ يَسْمَعُهُ أَنَّهُ يَغْتَمُّ لَهُ وَيَتَأَسَّفُ وَقَلْبُهُ مُنْطَوٍ عَلَى التَّشَفِّي بِهِ وَلَوْ قَدَرَ لَزَادَ عَلَى مَا بِهِ وَرُبَّمَا يَذْكُرُهُ عِنْدَ أَعْدَائِهِ لِيَشْتَفُوا بِهِ. وَهَذَا وَغَيْرُهُ مِنْ أَعْظَمِ أَمْرَاضِ الْقُلُوبِ وَالْمُخَادَعَاتِ لِلَّهِ وَلِخَلْقِهِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُظْهِرُ الْغِيبَةَ فِي قَالِبِ غَضَبٍ وَإِنْكَارِ مُنْكَرٍ فَيُظْهِرُ فِي هَذَا الْبَابِ أَشْيَاءَ مِنْ زَخَارِفِ الْقَوْلِ وَقَصْدُهُ غَيْرُ مَا أَظْهَرَ. وَاَللَّهُ الْمُسْتَعَانُ. )) ا.هـ
قال الشيخ محمد معلقا : لقد أجاد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في إيضاحه لمجال المغتابين فما على المنصف إلا أن يضع الأمور في مواضعها ويترك التخبط ، فلولا عناية أئمة الجرح والتعديل ببيان أخطاء الرواة وأهل البدع والتحزب لما تميز حق من باطل ولا سنة من بدعة ولا عدل من فاسق ولا صادق من كاذب ولا عالم من منجم ولا متق من فاجر ، فلله در أئمة الجرح والتعديل ، ما أعظم وظيفتهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وأما الأغمار الذين يتسلقون إلى مرتقى صعب فيجرحون ويعدلون وليسوا أهلا لذلك فهؤلاء لا يفلحون فقد قال شيخنا الوادعي في فالح الحربي الذي أقدم على الجرح بدون ضوابط معتبرة وبدون قواعد محررة : لا يفلح .ا.هـ
قلت ( بشير) : إن كثيرا من الأغمار الذين عناهم الشيخ محمد في كلامه الأخير ممن تصدروا الكلام في الرجال والمسائل العلمية هم بحاجة إلى التربية والآداب الشرعية والتهذيب وإلى العلم الذي يزكو به صاحبه ويعلو عند الله وبحاجة إلى المعالجة والرعاية ، ومن كان كذلك فما عليه إلا أن يتفقد نفسه ويسع في إصلاحها وتنقيتها مما يعيب به غيره ، وفحصها ومعالجتها مما يشوبها من الأمراض والأوبئة ، والعبد مطالب بإصلاح نفسه قبل غيره .
وأعلم يا أُخي إن هذه الدعوة السلفية الأثرية وهذا العلم والإيمان الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، هو حرب للمتعالي كما أن السيل حرب للمكان العالي لا يطيقه الباغي وصاحب الهوى والمتكبر والحاسد والجاهل والمتعالم وسيئ الأخلاق مع الله ورسوله وخلقه بصفة عامة ، إنما يطيقه ويثبت فيه إلا من عرفه حق المعرفة واستنار به وعمل به .
قال الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى (7/ 625 ـ 626) : (( إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدّ فَسَّرَ الْكِبْرَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ بِأَنَّهُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إيمَانٍ وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنًا أَفَمِنْ الْكِبْرِ ذَاكَ؟ فَقَالَ: لَا إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ وَلَكِنَّ الْكِبْرَ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ} وَبَطَرُ الْحَقِّ جَحْدُهُ وَدَفْعُهُ وَغَمْطُ النَّاسِ احْتِقَارُهُمْ وَازْدِرَاؤُهُمْ. وَكَذَلِكَ ذَكَرَ اللَّهُ " الْكِبْرَ " فِي قَوْلِهِ بَعْدَ أَنْ قَالَ: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} إلَى أَنْ قَالَ: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} .
وَهَذَا حَالُ الَّذِي لَا يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ بَلْ يَتَّبِعُ هَوَاهُ وَهُوَ الْغَاوِي كَمَا قَالَ: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} الْآيَةَ وَهَذَا مِثْلُ عُلَمَاءِ السُّوءِ وَقَدْ قَالَ لَمَّا رَجَعَ مُوسَى إلَيْهِمْ: {وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} فَاَلَّذِينَ يَرْهَبُونَ رَبَّهُمْ؛ خِلَافُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}
فَأُولَئِكَ الْمُسْتَكْبِرُونَ الْمُتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ مَصْرُوفُونَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَعْلَمُونَ وَلَا يَفْهَمُونَ لَمَّا تَرَكُوا الْعَمَلَ بِمَا عَلِمُوهُ اسْتِكْبَارًا وَاتِّبَاعًا لِأَهْوَائِهِمْ عُوقِبُوا بِأَنْ مُنِعُوا الْفَهْمَ وَالْعِلْمَ؛ فَإِنَّ الْعِلْمَ حَرْبٌ لِلْمُتَعَالِي كَمَا أَنَّ السَّيْلَ حَرْبٌ لِلْمَكَانِ الْعَالِي وَاَلَّذِينَ يَرْهَبُونَ رَبَّهُمْ عَمِلُوا بِمَا عَلِمُوهُ فَأَتَاهُمْ اللَّهُ عِلْمًا وَرَحْمَةً إذْ مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ أَوْرَثَهُ اللَّهُ عِلْمَ مَا لَمْ يَعْلَمْ )) ا.هـ
وقال في رده على الشاذلي(ص: 207) : (( وكثير من المنتسبين إلى العلم يُبتلى بالكِبْر كما يُبتلى كثيرٌ من أهل العبادة بالشرك ولهذا فإن آفة العلم الكِبْر وآفة العبادة الرياء وهؤلاء يُحْرَمون حقيقة العلم كما قال تعالى {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ }[الأعراف 146] .
قال أبو قِلابة : "منع قلوبَهم فهم القرآن " ،  ولهذا كان الكِبْر كثيرًا في اليهود وأشباه اليهود الذين يعلمون الحقَّ ولا يتبعونه والشرك كثير في النصارى وأشباه النصارى الذين يعملون ويعبدون بغير علم.
والمهتدون هم الذين يعلمون الحق ويعملون به كما قال تعالى :{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}[الفاتحة 6-7] .
وقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :"اليهود مغضوبٌ عليهم والنصارى ضالون "
ولا يحصل اتباع الصراط المستقيم إلا بالعلم الواجب والعمل اللذين يُتَّبَع فيهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا بدَّ من عِلْم ولا بدَّ من عمل وأن يكون كلاهما موافقًا لما جاء به الرسول ، فيجب العلم والعمل والاعتصام بالكتاب والسنة ولهذا قال من قال مِنَ السلف : " الدين قولٌ وعملٌ وموافقة السنة "
ولفظ بعضهم :لا ينفع قولٌ إلا بعمل ولا ينفع قولٌ وعملٌ إلا بمتابعة السنة ، وقد قال تعالى :{ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}[فاطر 10] .
ولهذا كان مذهب الصحابة وجماهير السلف من التابعين لهم بإحسان وعلماء المسلمين أن الإيمان قولٌ وعمل أي قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح. )) ا.هـ
الثالثة : إن من الصحفيين هم عملاء وجواسيس يعملون لحساب منظمات وهيئات ومؤسسات عدوة للإسلام ، يريدون من دعاة الإسلام وخاصته أن يعرفوا أسراره وما يدور بداخله من الأحداث والتغيرات من ألسنتهم ، فليكن طلبة العلم والدعاة على حذر من هؤلاء ، وإنْ ابتلوا بهم فليظهروا نقاوة الدعوة السلفية ويصدعوا بأصولها الحكيمة كما صنع الإمام مقبل الوادعي مع الصحفي الألماني ، لا أن يميعوا أصولها كما فعل الذي استضفته قناة الشروق
الرابعة : غايتهم من استضافتهم للدعاة وإجراء اللقاءات والمحدثات معهم ليوقعوا بينهم وبين حكامهم العداوة ويشوه سمعتهم عند العامة ، وهذا من جهلهم وغبائهم يظنون أن الدعوة السلفية تصادم الحكام والعامة ، وما علموا أنها رحمة لهم وجاءت لتمنحهم العز والسيادة والتمكين والنجاة والفلاح في الدنيا والآخرة إن هم انقادوا لها واستسلموا لأحكامها .  
الخامسة : مما يستفاد من كلام الشيخين أن على أهل العلم وطلبته أن يصونوا العلم ويضعوه في مواطنه ومواضعه وينشروه بين أهله ويبذلوه لمن يستحقه ويعظمه ويحترمه ويحترم أهله ، لا أن يضعوه ويبذلوه عند من يريد أن يتجر به ويشغب عليهم ويريد أن يخدم به مصلحته ، فيأخذ منه ما يخدم مصلحته ويرد ما لا يخدم مصلحته .
قال عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : (( لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ صَانُوا الْعِلْمَ وَوَضَعُوهُ عِنْدَ أَهْلِهِ لَسَادُوا أَهْلَ زَمَانِهِمْ، وَلَكِنَّهُمْ وَضَعُوهُ عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا لِيَنَالُوا مِنْ دُنْيَاهُمْ فَهَانُوا عَلَيْهِمْ )) ([7])
قال الإمام مالك :  (( طَارِحُ الْعِلْمِ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ كَطَارِحِ الزِّبَرْجَدِ لِلْخَنَازِير )) ([8])
قال كثير بن مرة :  (( إِنَّ عَلَيْكَ فِي عِلْمِكَ حَقًّا كَمَا أَنَّ عَلَيْكَ فِي مَالِكَ حَقًّا، لَا تُحَدِّثِ الْعِلْمَ غَيْرَ أَهْلِهِ فَتَجْهَلَ وَلَا تَمْنَعِ الْعِلْمَ أَهْلَهُ فَتَأْثَمَ، وَلَا تُحَدِّثْ بِالْحِكْمَةِ عِنْدَ السُّفَهَاءِ فَيُكَذِّبُوكَ وَلَا تُحَدِّثْ بِالْبَاطِلِ عِنْدَ الْحُكَمَاءِ فَيَمْقُتُوكَ )) ([9])
السادسة: إن غالب على تلك الجلسات واللقاءات التي يعقدها الصحافيون مع الدعاة على المباشر وتبث على الملأ وعلى أنظار العوام والجهلة يسودها الجدال والمعاركة ويطرح فيها الشبه والشكوك التي تضر بقلوب العوام  ، فإنه إن لم تكن في تلك الجلسات إلا هذه الآفة السيئة التي كانت سببا في ظهور البدع وانتشارها بين العامة لكفاها تركا وسقوطا لما يترتب عليها من الأضرار ومخالفة منهج أهل السنة والجماعة ومخالفة قواعده ومن ذلك دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح ، والمصيبة العظمة والفاجعة الكبرى إذا كان ذلك المستضيف المحاور هزيلا في البنية العلمية ، ناقصا للحنكة والخبرة ، جاهلا بالواقع وكيفية معالجة الأحداث والنوازل التي نزلت بالأمة بالمنظور الشرعي الصحيح ، فيقع في الخبط والخلط والكلام بغير علم ودراية في هذا الواقع والأحداث مما يكون سببا في الطعن في المنهج السلفي ونسبة مرجعته المحترمة الموقرة إلى الجهل والانفصال عن الواقع والتخلف ، فيهزم ويخفى من الحق على يديه ما الله به عليم والله المستعان .
قال الإمام اللالكائي : ((فما جني على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة، ولم يكن قهر ولا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك الجملة يموتون من الغيظ كمدا ودردا، ولا يجدون إلى إظهار بدعتهم سبيلا، حتى جاء المغرورون ففتحوا لهم إليها طريقا وصاروا لهم إلى هلاك الإسلام دليلا ، حتى كثرت بينهم المشاجرة وظهرت دعوتهم بالمناظرة وطرقت أسماع من لم يكن عرفها من الخاصة والعامة حتى تقابلت الشبه في الحجج وبلغوا من التدقيق في اللجج فصاروا أقرانا، وأخدانا، وعلى المداهنة خلانا وإخوانا بعد أن كانوا في الله أعداء وأضدادا وفي الهجرة في الله أعوانا يكفرونهم في وجوههم عيانا ويلعنونهم جهارا، وشتان ما بين المنزلتين، وهيهات ما بين المقامين.)) ([10])
قال الإمام أبومحمد ابن أبي زيد: (( ذهب العلماء، وذهبت حرمة الإسلام وحقوقه، وكيف يبيح المسلمون المناظرة بين المسلمين وبين الكفار؟ وهذا لا يجوز أن يفعل لأهل البدع الذين هم مسلمون ويقرون بالإسلام، وبمحمد عليه السلام، وإنما يدعى من كان على بدعة من منتحلى الإسلام إلى الرجوع إلى السنة والجماعة، فإن رجع قبل منه، وإن أبى ضربت عنقه؛ وأما الكفار فإنما يدعون إلى الإسلام، فإن قبلوا كف عنهم، وإن أبو وبذلوا الجزية في موضع يجوز قبولها كف عنهم، وقبل منهم، وأما أن يناظروا على أن لا يحتج عليهم بكتابنا، ولا بنبينا، فهذا لا يجوز؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون .)) ([11])
سئل العلامة محمد بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ورعاه ـ :  أحسن الله إليكم هل يجوز مجادلة الروافض في القنوات الفضائية أمام الملأ ؟
فأجاب : هذا الذي سمعناه لا فائدة فيه ، وإن وجدت فائدة فهي قليلة ، وربما بعض الأحيان مترتبة على قوة المناظر وكثيرا ممن يخرجون في هذا يضعفون على الرد هذا باب
وأنا أقول : مثل هذا لا يجوز للأتي اسمعوه منه :
في مثل هذه القنوات أو الفضائيات ترويج لباطل أهل الباطل ، ونشر لعقائدهم وشبههم ، بينما كثير من أهل السنة ومن الناس لا يعرفون شبههم ، فأنت في مثل هذه المجالس أو المحافل تساعد على نشر باطلهم ، فيسمعه الناس جميعا ، وربما علقت الشبهة ، بل في كثير من الأحيان تعلق الشبهة بالقلوب ولا يستطيع السامع أن يتخلص منها ، حتى و لو كان الرد قويا ، لكن الشبه خطافة والقلوب ضعيفة ، فكيف إذا كان المناظر ضعيفا ، فلأجل هذا أنا أقول : لا يجوز ، والمناظرة لهؤلاء إنما تكون مع العلماء لإقامة الحجة عليهم ، فإن رجعوا فذاك ، هم الذين يبينون للناس أنهم رجعوا عن باطلهم وهذا أبلغ في أصحابهم وأقوامهم ، وإن لم يرجعوا كنا قد صنا أبناء الإسلام وأهل الإسلام عن سماع عن مثل هذا ، ثم نحن ما علمنا يوم من الأيام أن المناظرات كانت على هذا النحو ، وإنما المناظرات الشرعية الصحيحة تكون بأمر الإمام ، بأمر السلطان في محفل يجتمع له ويحكمه العلماء ، أما هذه الطرائق فليست بصحيحة . ا.هـ ([12])
السابعة : إن غالب على أولئك الصحفيين الجهل بالدين ، فهم محتاجون إلى الدعوة وإلى من يبصرهم بدينهم ويدعوهم إلى التوحيد والاستمساك بالسنة لا أن يجاروا على باطلهم وتشبع رغباتهم ، ولنا في الإمام مقبل الوادعي ـ رحمه الله ـ قدوة وأسوة حيث أنه أنتهز الفرصة ودعا ذلك الصحفي الألماني إلى الإسلام ، فالأمة بمشارقها ومغاربها ، بحاكمها ومحكومها محتاجة إلى دعوة أهل السنة والحديث وإلى بيان مزايا هذه الدعوة المحمدية المباركة ، والصدع والصراخ بالحق ، وإيصال الحق إليهم ، والإلقاء على مسامعهم أن دعوتنا ظاهرها كباطنها وأنها مبنية على الرحمة وعلى ما ينفع الخلق في المعاش والمعاد ، وأنها تنفي كل ما يضر بدينهم ودنياهم ، ويوضح لهم العقائد الفاسدة والمناهج المبتدعة والوسائل المحدثة التي تضر بالضروريات الخمس ـ الدِّين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال ـ وأصول الديانة ، ورحمه الله الإمام ابن القيم إذ يقول :
 (( وَكَانَ بعض السّلف الصَّالح يَقُول يا له من دين لَو أن لَهُ رجَالًا )) ([13])
والحمد لله رب العالمين

كتبه وقيده الفقير إلى الله : بشير بن عبدالقادر بن سلة الجزائري

([1]) تحفة المجيب ( ص 229)
([2]) تحفة المجيب ( ص 231 ـ 234)
([3]) انظر إلى هذه البضاعة الكاسدة التي يروجها أهل الضلال للطعن في علماء السنة وتشويه سمعتهم عند الخاصة والعامة مع أن الواقع يكذبها ، كما هو حال إمامنا وقدوتنا ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ورعاه ـ ، فكم رموه بهذه الفرية المميعة والحدادية مع إن واقعه وجهاده للإخوان يكذبها .
([4]) فتاوى الشيخ الألباني ( 1/22) لعكاشة عبدالمنان
([5]) وهذا بخلاف ما عليه إذاعة القرآن الكريم وإذاعة ميراث الأنبياء السلفية التي تستضيف مشايخ السنة والجماعة وتلقي معهم اللقاءات والندوات العلمية ، فالمشايخ فيها يتكلمون براحتهم ويجبون على أسئلة السائلين من غير المضايقة ولا المعاكسة من طرف المذيع أو المنشط ، ويبينون فيها الدعوة السلفية بأتم الوضوح .
([6]) ليس من الفائدة أن أذكر اسمه فالشهرة التي كان يسعى إليها قصمت ظهره وأخمدت ذكره وفضحته حتى أصبح منبوذا متروكا في الساحة السنية العلمية الدعوية ، وهذا مصير كل من أراد أن يسلك مسلكه فمآله إلى ما وصل إليه ذلك الرجل ، رزقك الله يا أيها القارئ الكريم ثياب العافية والسلامة والتواضع واحترام الحق وأهله .
([7]) الآداب الشرعية والمنح المرعية (2/ 48)
([8]) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/ 329)
([9]) جامع بيان العلم وفضله (1/ 452)
([10]) شرح أصول الاعتقاد ( 1/119)
([11]) جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس (ص: 110)
([12]) شرح كتاب فضل علم السلف على علم الخلف (ش 4 ـ س 1 ـ د 38 )
([13]) مفتاح دار السعادة (1/ 309)


من خصائص المرأة السلفية ؟

قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

خصائص المرأة السلفية :

1- أنها تتمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حدود ما تستطيع على فهم السلف الصالح .
2- وينبغي لها أيضا أن تتعامل مع المسلمين معاملة طيبة بل ومع الكافرين ،فإن الله عزوجل يقول في كتابه الكريم : (وقولوا للناس) حسناالبقرة83 ، ويقول : (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) النساء58، ويقول أيضا : (وإذا قلتم فاعدلوا) الأنعام 158 ، ويقول سبحانه وتعالى : (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله بما تعملون خبيرا) النساء 135
3- كما أنه يجب عليها أن تلازم اللباس الإسلامي وأن تبتعد عن التشبه بأعداء الإسلام ، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " .
ورب العزة يقول في شأن اللباس : (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذين) الأحزاب 59
وروى الترمذي في جامعه من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان"
4- وننصحها أن تُحسن إلى زوجها إذا أرادت الحياة السعيدة فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت لعنتها الملائكة " متفق عليه . وفي صحيح مسلم : " إلا كان الذي في السماء غاضبا عليها "

وهكذا أيضا تقوم برعاية أبنائها رعاية إسلامية فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " وذكر المرأة أنها : " راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها "
وفي الصحيحين من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " ما من راع يسترعيه الله رعيه ، ثم لم يحطها بنصحه إلا لن يجد رائحة الجنة " فلا ينبغي أن تشغلها الدعوة عن تربية أبنائها .
6- كما أنه ينبغي لها أن ترض بما حكم الله من تفضيل الرجل على المرأة ، يقول سبحانه وتعالى : (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) النساء32، ويقول سبحانه وتعالى : (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله به بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا) النساء 34
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خُلقن من ضِلع ، وإن أعوج ما في الضِلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل به عوج "

فينبغي للمرأة أن تصبر على ما قدّر الله لها من تفضيل الرجل عليها وليس معناه أن يستعبدها ، الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول - كما في جامع الترمذي : " استوصوا بالنساء خيرا ، فإنما هن عوان عندكم ، لاتملكون منهن غير ذلك ألا وإن لكم في نساءكم حقا ، ألا وإن لنسائكم عليكم حقا ، فحقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذنّ في بيوتكم من تكرهون ، وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في طعامهن وكسوتهن " وفي السنن ومسند الإمام أحمد من حديث معاوية بن حيدة أن رجلا قال : يا رسول الله ما حق زوج أحدنا عليه ؟ قال : " أن تطعمها إذا أطعمت ، وتكسوها إذا اكتسيت ، ولا تضرب الوجه ولا تقبح ، ولا تهجر إلا في البيت " .
فماذا- بارك الله فيكم - فينبغي أن نتعاون جميعا على الخير ، الرجل يعامل امرأته معاملة إسلامية ويعينها على طلب العلم ويعينها على الدعوة إلى الله ، والمرأة تعامل زوجها معاملة إسلامية وتعينه على العلم وعلى الدعوة إلى الله وعلى حسن التدبير لما في البيت ، فإن الله عزوجل يقول : (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائدة2 والله المستعان .

المصدر: موقع علماء اليمن

29 أبريل 2014

 من فتاوى الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله 

 من فتاوى الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله 

��السؤال: حكم قول : " صدق الله العظيم " بعد الإنتهاء من القراءة ؟

   
 الإجابة:
��صدق الله العظيم عند الانتهاء لم تثبت ، والله صادق وهو عظيم أيضاً ، لكن عند انتهاء القراءة لم تثبت .
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " اقرأ علي القرآن " قلت : أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال : " إني أحب أن أسمعه من غيري " ، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت قوله تعالى : " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً " قال : حسبك " فالتفت فإذا عيناه تذرفان .

فلا يشرع أن تقول عند الانتهاء : صدق الله العظيم ، لك في الاستدلال أن تقول قبل الآية : صدق الله العظيم إذا كانت وقعت كما أخبر الله ، ففي مسند الإمام أحمد أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كان يخطب فرأى الحسنين داخلين لابسين ثوبين جديدين من الباب فلما قربا نزل من على المنبر وقبلهما ثم رجع يخطب فقال : " صدق الله العظيم : " إنما أموالكم وأولادكم فتنة " رأيت ابني هذين فلم أصبر عنهما " ، أو تقول : صدق رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - مثل أن تتلو حديث : " قبل الساعة سنوات خداعة " فلك أن تقول إذا تلوته صدق رسول الله لأنه وقع ما أخبر به : " قبل الساعة سنوات خداعة ، يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويخون فيها الأمين ، ويؤتمن فيها الخائن ، وينطق فيها الرويبضة " قيل : وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : " السفيه يتكلم في أمر العامة "
فكأننا نسمع النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وهو يقوله ، وصدق أيضاً ، فرب سفيه خمار وبيده الحل والعقد .

➖➖➖➖
▪راجع كتاب قمع المعاند : ( 2 / 568 - 569 ) .
��لسماع الفتوى صوتيا : 
http://www.muqbel.net/fatwa.php?fatwa_id=108

��������������
~أهل البدع يتسترون~

سئل فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله


سؤال : ما معنى قول السلف من أخفى علينا بدعته لم تخف علينا أُلفته ؟

الجواب : بعض أهل البدع يتسترون ببدعتهم ويدعون أنهم أهل سنة، كثير منهم لا نقول كلهم، فهناك من يجاهر ببدعته، وهناك من يخفيها ولاسيما الأحزاب التي تَّدعي السلفية وهي بعيدة عن السَّلفية وضد المنهج السلفي، هؤلاء يتستَّرون بالبدع؛ لكن يعني علاقاتهم بالآخرين من أهل البدع وتصرفاتهم تدل على انحرافهم وعلى أنهم من أهل الأهواء والبدع .


المصدر :
اللباب من مجموع نصائح وتوجيهات الشيخ ربيع للشباب ، تأليف فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- صفحة 281

20 أبريل 2014

درر من أقوال محدث الديار اليمنية الإمام/ مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله -

درر من أقوال محدث الديار اليمنية

الإمام/ مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله -

الأثر (1) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : أركان الحزبية ثلاثة :

1. التلبيس .

2. والخداع .

3. والكذب .

الأثر (2) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( ولقد مات النظّام وأبو الهُذيل وغيرهما من أعداء السنّة ، وبقيت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بيضاء صافية لم يضرها سخريتهم ، وسيموت أعداء السنة المعاصرون وتبقى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، لأن الله تضمّن بحفظها ، فقال :{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}

الأثر (3) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( ما دخلت السنّة بلداً إلا هربت البدعة ولها ضراط ).

الأثر (4) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( لو أعطيت مليوناً في كلّ شهر على أن أترك طلب العلم ما قبلت ، بل لو أعطيت ملئ هذا المسجد ذهبا لما قبلت ) .

الأثر (5) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( إذا سمعت رجلاً يقول : ذاك وهّابي ، فاعلم أنه أحد رجلين : إما خبيث مُخْبث ، وإما جاهل لا يعرف كوعه من بوعه ) .

الأثر (6) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( فنحن نقول لكم ونقول لهم : لا نريد من أحدٍ أن ينتخبنا ، نحن إن شاء الله ننتخب من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما كان العلماء ينتخبون ، ولا نريد ملكاً ولا رئاسة ، وقد قلنا غير مرّة : لو دعانا رئيس الدولة وقال : تفضلوا للرئاسة ، لقلنا : عياذا بالله ، وما نراك ناصحا لنا ، نحن لا نريد الرئاسة ، ولا نريد الوزارة ، ولا نريد أن ندعو الناس إلى أن يتّبعونا ، ولا نريد أن نؤسّس حزبا ، لكن نريد أن ندعو إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ).

الأثر (7) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( وليس لدينا وقت للمدافعة عن أنفسنا ، لكن عن السنة لو تعاضضنا بالضروس فلا نترك أحدا يتكلم في سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سواء أكان شيعيا أو صوفيا أو من الإخوان المسلمين ، فنحن فداء للسنّة وأعراضنا فداء للسنة ) .

الأثر (8) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( ما أحسن العلم ! أحسن من الذهب والورق ، وأحسن من النساء الجميلات ، وأحسن من الملك ).

ويقول ( إن شاء الله نطلب العلم حتى نموت ) .

الأثر (9) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم لن نتركها ولو تعاضضنا بالأسنان ) .

الأثر (10) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( الكِبر من أعظم الصوارف عن الخير ، قال تعالى : {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ }، والمتكبّر مبغوض لدى الناس ولو كال لهم الذهب بالزنبيل كيلاً ) .

الأثر (11) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( يا أبنائي لو كان العلم يسقى في كأس لأسقيتموه ، ولكن لا يتحصّل عليه إلا بكد وحكِ الركب ، وقد قال يحيى بن أبي كثير لولده عبد الله : لا يستطاع العلم براحة الجسد ) .
الأثر (12) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( إن التعاون مع أهل البدع هو الذي ميّع الدعوة ، وهو الذي جعل أفغانستان مجزرة المسلمين بسبب أنهم كانوا خليطا ، فهذا حزبي وهذا صوفي وهذا إخواني ، فلابد من تميّز وابتعاد عن كلّ مبتدع ، فالذي ننصح به هو الابتعاد عنهم فهم من ذوي الزيغ ، كما قال أبو قلابة : ( لا تجالسوا أهل الأهواء والبدع ، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالهم ويلبسوا عليكم بغض ما تعرضون ) .

الأثر (13) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( أنصح للدعاة إلى الله أن تتّحد كلمتهم ودعوتهم .. وذلك لا يكون إلا تحت ظل الكتاب والسنّة .. فلا ذاك إخواني .. ولا ذاك تبليغي .. ولا ذاك شيعي .. فقد أصبحت هذه الألقاب بدعة بالية .. والبدعة البالية تكون في غاية الخزي والدّبور بخلاف الكتاب والسنّة فهما يتجدّدان على مدى الأزمان ) .

الأثر (14) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( وإني أحمد الله سبحانه وتعالى فقد أصبح التشيّع مزعزعاً في اليمن بركة من الله سبحانه وتعالى ، بدعة لها أكثر من ألف سنة ثم بعد ذلك تنهار في مدّة خمس سنوات !! سبحان الله ، كان يظنّ الظّان أن يبقى يدافع أهلها أقلّ شيء نحو ثلاثين سنة .. أربعين سنة ، هم الآن في آخر أنفاسهم والحمد لله بعد أيام ما تجدون في اليمن إلا سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) .

الأثر (15) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( والواقع أننا لسنا في تطوّر وأننا في تدهور ، ويا حبّذا لو رجعنا إلى عصر الصحابة ذلك . مرحباً بالجوع ، و الله مرحبا بالجوع ، كِسرة من الخبز تشرب عليها لبناً أو تمراتٍ تخرج وأنت عزيز ) .

الأثر (16) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله – وهو يرد على أحد العصريين : ( ولو كانت المسالة تتعلق بشخصي لما رددت عليه ، فمن أنا حتى أضيّع الوقت في الدفاع عن نفسي !؟ ولكن المسألة فيها هجوم على كتب العلل من كثير من العصريين ، واستخفاف بعلماء الحديث الأقدمين ، فلذلك استعنت بالله وتركت بعض مشاريعي من أجل الردّ ) .

الأثر (17) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( دعوة أهل السنّة تعتبر آية من آيات الله والفضل لله وحده ، ليس لها من يذود عنها ، وليس لها من يساعدها ، لكن ربنا جعل البركة فيها ) .

الأثر (18) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( أما دعوة أهل السنة فهم يهتمون بالعلم والتعليم ، وينكرون كل بدعة ، فنحن الآن ننكر البدع والحزبية ، لكن لا نكفّر مسلما ، أنا أتحدّى من يقول : إن أهل السنة أو إنني وعلماء السنة الأفاضل يكفرون مسلما ) .

الأثر (19) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( لابد أن تشعر يا طالب العلم أنك لست ملكا لنفسك بل ملك لطلب العلم ، ومسؤوليتك أكبر من مسؤولية وزير الداخلية ، وتحصل لطالب العلم راحة وطمأنينة لا يتحصّل عليها الملوك ) .

الأثر (20) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( والذي أنصح به إخواننا الأفاضل من أهل بيت النبوة أن يحمدوا الله فإننا ندعوهم إلى التمسّك بسنة جدّهم ، ولا نقول لهم : تمسّكوا بسنّة جدّنا ، فمن نحن ولا نستحق أن ندعو إلى التمسّك بسنّتنا ، ولا بسنّة أجدادنا ، لكن نقول لهم : تعالوا حتى نتمسّك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو جدّكم ، ويعتبر شرفاً لكم ) .

الأثر (21) :قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( والمبتدعة وإن تكلّم فيهم أهل السنة يبقون حيارى ، فهم إن ردوا صاروا مدافعين عن فضائحهم وعَلِم الناس أن هذه الفضائح موجودة عندهم – حتى الحزبيون – وإن سكتوا عَلِم الناس أنهم عاجزون مبطلون ، فأنتم على خير ياأهل السنة ، حتى ردودهم تعتبر نصرا ورفعة لسنة رسول الله صلى الله عليهوسلم ) .

الأثر (22) :قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( والشيخ ربيع بن هادي المدخلي فهو آية من آيات الله في معرفة الحزبيين )


الأثر (23) :قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله :( والرافضة كتبهم تشبه كتب اليهود والنصارى ليس لها أسانيد : ... وقال عليه السلام ، وقال أبو عبد الله عليه السلام .. ، وإن أسندوا فعن رافضي عن قبوري عن جويهل عن كذاب ، أناس مجهولون أسانيدهم مجهولة )


الأثر (24) :قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( أنصح الشخص أن لا يشتغل بالدفاع عن نفسه ، بل يستمر في سلك الطريق ) .


الأثر (25) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : (أنا أعتقد إن طلب العلم وإكرامهم واجب ، لأنهم أصبحوا غرباء في هذه المجتمعات ) .


الأثر (26) :قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( طالب علم عندي يساوي الدنيا).


الأثر (27) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( لا يكفي برم العمامة ، فلابد من طلب العلم).


الأثر (28) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( نعتقد أنه لا عزّة ولا نصر للمسلمين حتى يرجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ) .


الأثر (29) :قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( نرى أن الجماعة التي تضم الرافضي والشيعي والصوفي والسنّي غير قادرة على مواجهة الأعداء ، لأن هذا لا يكون إلا بإخوة صادقة واتحاد في العقيدة ) .
الأثر (30) :قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( لو كانت جماعة دعوة التبليغ في زمن أبي جهل ما أنكر عليهم ) .


الأثر (31) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله :( الدعوة إلى الله أرفع من الكراسي وأرفع من المناصب وأرفع من حطام الدنيا) .


الأثر (32) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( فبحمد الله منذ بدأت الدعوة ما ابتليت بنكبة ومصيبة إلا صارت دفعة لها ،ونزلت من قلوب المسلمين منزلة عظيمة والفضل في هذا لله عز وجل ) .


الأثر (33) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( من سرق كتاب من المكتبة فلن أسامحه حتى ولو رده ، ولا أريد أن يردّه ) .


الأثر (34) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله – لما رأى إقبال الناس في آخر حياته ، وكل واحد يقول : يا شيخ تعال عندنا دعوة ، ويلحّون عليه ، تأوه على نفسه وقال : ( أين هؤلاء الناس في بداية الدعوة ، كنت أتمنى الواحد ) .


الأثر (35) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( الحزب الجمهوري يصدر:{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }، والإخوان المسلمون يصدرون : {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }، فكلّ طائفة تصدر هذه الآية ومعناها : تعالوا معنا .

أما نحن فنقول للناس لا تأتوا معنا ، وليس معنا ما ننفق عليكم ، نقول لهم : تمسّكوا بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، على فهم السلف الصالح ، وجنّبوا بلدكم الخراب والدمار ) .

الأثر (36) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( فأنا لو دعيت إلى وزارة التربية أو إلى وزارة الأوقاف بل إلى رئاسة الجمهورية لرفضت هذا فلا تساوي كلها عندي بصلة ) .


الأثر (37) :قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( لكن ينبغي أن تعلم ويعلم الإخوان القادمون حتى لا يصدموا أن طلبة العلم ربّما يصبرون على شيء من الشعث والعري والجوع وربّما يأكلون الأرز ناشفا والإفطار على فول ، والعشاء على فول ، نقول لكم هذا حتى لا تصدموا ، لكن نحن لو قرأنا هذه الحالة ووجدنا حالة أبي زرعة الرازي وأبي حاتم الرازي وابن جرير الطبري ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ومحمد بن نصر المروزي وحالة غيرهم من علمائنا لوجدناها حالة راقية ، لأن أولئك كانوا يصرعون من الجوع وكانت تقطع بأحدهم النفقة حتى يغشى عليه ) .


الأثر (38) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( ليس عندنا هاتف ولا نرغب فيه لأنه يضيّع علينا أوقاتنا ) .


الأثر (39) :قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله – وهو يتكلّم عن الانتخابات : ( فقد انتهى بهم الحال إلى لو أن الكلاب تتكلّم والحمير تتكلّم لدعوها تصوّت معهم ) .


الأثر (40) : قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله : ( ومِن أبصر الناس بالجماعات في هذا العصر ، وبدخل ودخن الجماعات الأخ ربيع بن هادي حفظه الله ، فمن قال له الأخ ربيع : إنه حزبي ، فسينكشف لك بعدأيام أنه حزبي ، لأن الشخص يكون في أول أمره متستّرا ولا يحب أن ينكشف ،لكن إذا قوي وصار له أتباع ولا يضرّه الكلام فيه أظهر ما عنده ، فأنا أنصح باقتناء كتبه وقراءتها والاستفادة منها حفظه الله تعالى ) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1.رحلات دعوية للشيخ مقبل رحمه الله – تأليف أبي رمزي – ص 114.
2.نصيحتي لأهل السنة – للشيخ مقبل – ص 14.
3.رحلات دعوية للشيخ مقبل رحمه الله – ص 49.
4.المصدر السابق – ص 128 .
5.مقتل الشيخ جميل الرحمن – للشيخ مقبل – ص 88 .
6.قمع المعاند – للشيخ مقبل – ص 83.
7.نصائح وفضائح – للشيخ مقبل – ص 154 .
8.نبذة مختصرة من نصائح والدي العلامة مقبل الوادعي – لأم عبد الله بنت الشيخ – ص 22
9.المصدر السابق – ص 26 .
10.المصدر السابق – ص 29
11.المصدر السابق – ص 44
12.المصدر السابق – ص 61
13.السيوف الباترة – للشيخ مقبل – ص 279 .
14.إجابة السائل على أهم المسائل – للشيخ مقبل – ص 259.
15.المصدر السابق – ص 243 .
16.غارة الفصل – للشيخ مقبل – ص 7.
17.رحلات دعوية – لتلميذه أبي رمزي – ص 110
18.المصدر السابق – ص 111.
19.المصدر السابق – ص 111.
20.تحفة المجيب – للشيخ مقبل – ص 23 .