* من أسباب إكثار شيخ اﻹسلام التآليف في العقيدة.
"لماذا أكثر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- من التصنيف في العقيدة؟!".
قال أبو حفص عمر بن علي البزار -رحمه الله تعالى؛ وهو أحد تلاميذ ابن تيمية-: "ولقد أكثر التصنيف في الأصول فضلآ عن غيره من بقية العلوم، فسألته عن سبب ذلك، والتمست منه تأليف نص في الفقه يجمع اختياراته وترجيحاته، ليكون عمدة في الإفتاء، فقال لي ما معناه: "الفروع أمرها قريب، فإذا قلد المسلم فيها أحد العلماء المقلدين جاز له العمل بقوله ما لم يتيقن خطأه.
وأما الأصول فإني رأيت أهل البدع والضلالات والأهواء كالمتفلسفة والباطنية والملاحدة، والقائلين بوحدة الوجود، والدهرية، والقدرية، والنصيرية، والجهمية، والحلولية، والمعطلة، والمجسمة، والمشبهة، والراوندية، والكلابية، والسالمية، وغيرهم من أهل البدع قد تجاذبوا فيها بأزمة الضلال، وبان لي أن كثيرآ منهم إنما قصد إبطال الشريعة المقدسة المحمدية، الظاهرة على كل دين، العلية.
وأن جمهورهم أوقع الناس في التشكيك في أصول دينهم، ولهذا قل أن سمعت أو رأيت معرضآ عن الكتاب والسنة، مقبلآ على مقولاتهم، إلا وقد تزندق أو صار على غير يقين في دينه أو اعتقاده.
فلما رأيت الأمر على ذلك، بان لي أنه يجب على كل من يقدر على دفع شبههم وأباطيلهم وقطع حجتهم وأضاليلهم، أن يبذل جهده ليكشف رذائلهم، وزيف دلائلهم، ذبآ عن الملة الحنيفية، والسنة الصحيحة الجلية".
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فهذا ونحوه هو الذي أوجب أني صرفت جل همي إلى الأصول، وألزمني أن أوردت مقالاتهم وأجبت عنها بما أنعم الله تعالى به من الأجوبة العقلية والنقلية".
[من كتاب الأعلام العلية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية، للبزار. ص: (٧٥٤)].
طبعة دار عالم الفوائد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق