.

.
الحق والعلم والعدل في النقد من يرد الله به خيرا يفقه في الدين حقيقة اليقين أهل السنة والجماعة مدونة شباب الخيرالسلفية

11 مايو 2014

- تسلية إلى طالب العلم -

- تسلية إلى طالب العلم -
• سألَ سائلٌ فقال :
طلبتُ العلمَ عدة سنواتٍ ومع ذلك لا تثبتُ لديَّ المعلوماتُ ولا أشعرُ بالفائدة ، فبماذا تنصحونني ؟ جزاكم الله خيرًا .
فأجاب العالم الرباني العلامة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله -------------------------------
لا تقلْ : لم أشعر بالفائدةِ ؛
لأن طالبَ العلم في عبادةٍ .
والمقصودُ من طلب العلمِ رضاءُ اللهِ - جلَّ وعلا - على العبدِ .
وتعلمون الرجلَ الذي جاء تائبًا وقد « أتاهُ مَلَكُ الموتِ فاختصمتْ فيه ملائكةُ الرحمةِ وملائكةُ العذابِ ، فقالت ملائكةُ الرحمة :
جاء تائبًا مُقْبِلاً بقلبه إلى الله تعالى ، وقالت ملائكةُ العذابِ : إنه لم يعملْ خيرًا قطُّ .
فأتاهم مَلَكٌ في صورة آدَمِيٍّ فجعلوه بينهم - أي : حكمًا - فقال : قيسوا ما بين الأرضَيْنِ فإلى أيتهما كان أدنى فهو له ،
فقاسوا فوَجدوه أدنى إلى الأرضِ التي أراد ،
فقبضَتْهُ ملائكةُ الرحمة »
« صحيح مسلم » برقم ( 7008 ) .
غُفر لهذا الرجلِ التائبِ ؛ لأن حركته حُسبت له ، فحركةُ طالب العلم في العلم عبادةٌ ، كحركةِ التائبِ المهاجر إلى أرضِ الخير .
وطلبُ العلم خيرٌ لك من نوافل الصلاة ، أو من بعض نوافل العبادات . ولا بدّ من النية الصادقة .
ثم الفائدةُ متبعِّضَةٌ ،
وليس المقصودُ إما أن تكونَ عالمًا ، وإما أن لا تكونَ طالبَ علمٍ أصلاً .
إنما المقصودُ من طلبك للعلم أن ترفعَ الجهلَ عن نفسِك ،
وأن تعبدَ الله - جلَّ وعلا - بعباداتٍ صحيحةٍ ، وأن تكون عقيدتُك صالحةً ،
وأن تُقْبِلَ على الله - جلَّ وعلا - وأنت سليمٌ من الشبهة ، سليمٌ من حبِّ الشهرة .
قال الله - جلَّ وعلا - : { يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ }{ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } (1) .
وقال - جل جلاله - : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا } (2) .
ولو لم تنفعْ إلاَّ نفسَك وعيالَك لكان في هذا خيرٌ كبير .
[ الوصايا الجليّة للاستفادة من الدروس العلميّة للشيخ العلامة صالح آل الشيخ ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق