.

.
الحق والعلم والعدل في النقد من يرد الله به خيرا يفقه في الدين حقيقة اليقين أهل السنة والجماعة مدونة شباب الخيرالسلفية

08 مايو 2014

السنن المهجورة: إفشاء السلام ولو بعد فراقٍ يسير

من السنن المهجورة:

إفشاء السلام ولو بعد فراقٍ يسير

لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله -

[من شرح الأدب المفرد / ش133]

[بَابُ حَقِّ مَنْ سَلَّمَ إِذَا قَامَ]

¨قال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ‏:‏ "مَنْ لَقِيَ أَخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَإِنْ حَالَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ أَوْ حَائِطٌ، ثُمَّ لَقِيَهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ‏".‏
==================
ثم أورد -رحمه الله تعالى- هذا الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، موقوفا عليه؛ قال: "مَنْ لَقِيَ أَخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ"؛ التقيتَ بأحد إخوانك في طريقٍ تُسلِّم عليه، ثم إذا مضيتما معًا تمشيان سويًّا وفَصَلت بينكما نخلة أو شجرة أو عمود أو سيارة أو أي شيء آخر، أيضا بعد أن تلتقي مع هذا الفصل القليل تُسلِّم عليه.
وهذه سنة يغفل عنها كثير من الناس؛ إما أنهم لا يعرفونها أو أنهم لا يعتنون بتطبيقها.
فيقول: "مَنْ لَقِيَ أَخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَإِنْ حَالَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ أَوْ حَائِطٌ، ثُمَّ لَقِيَهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ‏".‏
ومن شواهد هذا الصنيع قوله -عليه الصلاة والسلام-: « أفشوا السلام بينكم » (1)، أي: لِيَكن السلام بينكم منتشرا حتى ولو كان عند أدنى فراق، حتى لو لم يفصل بينك وبين أخيك فراقٌ إلا للحظةٍ يسيرة؛ شجرة فَصلت بينكم أو عمود أو سارية أو سيارة أو دابة.. أو أي شيء آخر؛ أَلْقِ السلام، أفشوا السلام.
أي لتَكن حريصا على إلقاء السلام ولو لم يطل الفصل، حتى وإن غبتَ غيبةً يسيرة ورجعت، مثل ما جاء في حديث المسيء صلاته؛ صلى ثم جاء إلى مجلس النبي -عليه الصلاة والسلام- وسلم، فقال له النبي -عليه الصلاة والسلام-: «اِرجع فصلِّ؛ فإنك لم تصل»، فرجع فصلى، في المسجد، قريبا منهم، ثم جاء وسلّم، قال: «اِرجع فصلِّ؛ فإنك لم تصل»، رجع وصلى أيضا قريبا منهم، ورجع وسلم؛ فالسلام مطلوب وإن كان الفراق قليلا، وهذا كله داخل في إفشاء السلام.

وأَذْكُــر: كنتُ صغيرًا في السِّن، وإلى جَنْب الشيـــخ الألبــــاني -رحمة الله عليه- هنا في المدينة، وكنتُ أمشي بجنبه، وَحْدنا، فَفَصل بيني وبينه سـاريـة، فلما لقيني -بعد السّارية- التفتَ إليَّ مبتسمًا،
وقال: السلام عليكم.
قلتُ: وعليكم السلام.
قال: لماذا سلَّمتُ عليك؟!
[فمَا كنتْ أعرف هذا الحديث ولم يسبق لي معرفة به]، ابتسمتْ، وقلتُ له: السلام طيب.
وذكر لي الحديث.
فكانت أول معرفة لي بهذا الحديث من الشيخ -رحمة الله عليه-.

الشاهد: أنَّ إلقاء السلام ولو كان الفصل قليلا أو يسيرا، فينبغي أن يحرص عليه المسلم إفشاءً للسلام وتحقيقًا لكسب هذه الفضائل والخيرات العظيمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق