تخاريج الألباني أنفع من تخاريج ابن حجر و الزّيلعي
والعراقي و الشيخ ربيع ذهبي العصر في معرفة الرّجال
كلام رفيع ، و ثناء بديع من العلّامة : محمد بن هادي المدخلي – حفظه الله تعالى –
قال – حفظه الله تعالى – :
( ...ثمّ إنّه قد يأتي على النّاس زمانٌ ، يُحسنُ كثيرٌ منهم الطِّعان فيه ! و لكن إذا جاء البيانُ ، و الدّفاعُ عن سنّة النبيّ – صلّى الله عليه وسلّم – و إنكارُ البدع و المحدثات ، كثيٌر من النّاس يَجبنُ .
فحينَئذ إذٍ الشّجاعُ هو : من قال بذلك ، وهؤلاء هم الذين مدحهم النّبيّ – صلّى الله عليه وسلّم – و هم الغرباء حقاً .
يا غُربةَ الدّينِ والـمُستمسكينَ به - - - كقبضِ الجمرِ صبراً و هو يتَّقدُ
الـمُقبلينَ عليه عند غُربته - - - والـمُصلحينَ إذا ما غيرهم فَسَدوا
إنْ أَعرضَ النّاسُ عن تِبْيَانِهِ نَطَقُوا - - - به وإنْ أَحْجَموا عن نَصْرِهِ (1) نَهَدُوا (2)
فهؤلاء هم الذين مدحهم النّبيّ – صلّى الله عليه وسلّم – .
و هذا يقول :
س / _ إن الشّيخ ربيعاً – حفظه الله – شيخٌ جليلٌ ، وعالمٌ يُؤخذُ منه شرحُ ( صحيح مسلم ) ولكن مسائل الجرح ... ؟!
ج / _ يعني الشّيخ ما يعرف إلّا ( صحيح مسلم ) ؟!
هذا – والله – الجهلُ ، والظّلمُ ، الاعتداءُ ...
الشّيخُ من أعلام ، أعلامِ السّنّة في هذا العصر ، و عَلَمٌ يَعرفهُ العَالمُ كلّه – ولله الحمد – ، علم في السّنة ، وعلم – إن شاء الله – في العبادة ، وعلم في فقه السّنّة ، علم في الاتّباع ، علم في الدّعوة ، علم في الحرص على الدّعوة السّلفية ، علم في الصّبر على ما يلحق في سبيل ذلك ، علم في متابعتهة أحوال السّلفيّين في العلم كلّه ، ما وَرَدَ علينا سُؤالٌ عن شخص وجَهِلْناه و سَأَلْناه عنه إلّا و جدناه عنده ( عنّه علما / منهه علما ) ، فهو – و الله – ذهبيّ العصر في معرفته بالرّجال في هذا الزّمان .
فهذا الرّجلُ لمّا كَثُرَ إنكارُه على المخالفين ؛ كثر طَعنُ المخالفين فيه ، فلا يَضِيرُهُ ذلك – إن شاء الله تعالى – و هو شيخٌ معروفٌ عُمْرُهُ فوقَ الثّمانين ، من زَهْرَةِ شبابه وهو في العلم ، بل من صِغَرِهِ وهو في العلم ، فهو و والدي في سنٍّ واحدة ، أعرف ذلك منه تمام المعرفة ، ويعرفه – ولله الحمد – العلماءُ الأعلامُ ، وقد أثنوا عليه وشهدوا له ، وإذا كان الأمر كذلك ؛ فهذا لا يَضيره من قال فيه بمثل هذه : ( المقالة (!) ) .
ويقال لهذا ! و أمثاله !
يا ناطح الجبل العالي ليكلمه - - - أشفق على الرّأس لا تشفق على الجبل
كناطحا يوما صخرة ليوهنها - - - فلم يضرها و أوهى قرنه الوعل
وهذا نفسُ الكلامِ ! إلّا أنّه في الشّيخ الألباني – رحمه الله – :
ج / _ الشّيخ الألباني عَلمٌ من أعلام السّنّة في هذا الزّمان ، بل – والله الذي لا إله غير ولا ربّ سواه – شهادةً أَدينُ لله فيها : ماخدمَ سنّة رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – في هذا العصر الحديث أحدٌ مثل هذا الرّجل ، بل ولا قريبا منه .
و أنا أسألكم سؤالا - وقد أعجبني هذا السّؤال – سمعته من بعض أحبّتي من إخواننا السّلفيّين قال :
أنا أسألكم إذا وخّرتم جميع الرّسائل من ماجستير والدّكتوراه التي كتبت منّا معاشر طلّاب العلم من المكتبة الأسلاميّة الآن ، ماذا تتضرّر ؟
ما تتضرّر شيأ .
وإذا أزيلت كتب الألباني ؛ أَحْسَسْتَ بالنّقص أو لا ؟
تَحَسَّسْتَ بالنّقص .
فإنّ كتب الشّيخ ناصر ليس فيها إلّا الحديث المحض ، و إلّا فقه الحديث ، و إذا أخطأ أحيانا في اجتهاد في فهم حديث فالله يغفر له .
لكن كتبه – هذه – ثروة عظيمة ..
و تخاريجه ثروة عظيمة ..
وقدْ عَلِمَ اللهُ صدقهُ و نصحهُ و إخلاصهُ في هذا الباب – نحسبه والله حسيبه – فرفعَ ذكره ، فالآن في الإذاعات و على المنابر :
هذا الحديث : أخرجه فلان ، وصحّحه الألبانيّ .
فلحق بالأئمّة الأوائل ، فهذا فضل الله – جلّ و علا – .
فمن رضي الله عنه ، أرضى عنه النّاس و لو بعد حين ، و من سخط عليه ، أسخط عليه النّاس و لو بعد حين .
فهذا الرّجلُ جبلٌ شامخٌ ، ومكتبةُ الإسلامِ مُحتاجةٌ إلى كتبه ، وتَخاريجه للحديث – و الله و بالله و تالله – أعظم ، وأنفع من تخاريج ابن حجر ، و الزّيلعي ، بل و العراقي ، أكثر و أعظم و أنفع فائدة ، فإنّ الحافظ ابن حجر يأتي بالحديث : رواه فلان ، فلان ، فلان ، و فيه فلان ، و يمشي .
و أمّا هذا فيأخذ الحديث ويشخّصه لك و يدقّقه لك كلمةً كلمةً ، حرفاً حرفاً ، يَنْخُلُهُ ويُغَرْبِلُهُ و يَكْشِفُهُ لك .
و أنا أعلم أنّ هذا الكلام ربّما لا يسوغ لبعض النّاس ، وليَكُنْ ، لا عليّ ، لكن هي الشّهادة ، فإنّ الله تعالى يقول : {{ إلّا من شهد بالحقّ وهم يعلمون }} ويقول {{ ستكتب شهادتهم ويسألون }} .
فهذا الرّجل عالم ، بل هو علم أعلام علماء الحديث في عصرنا الحديث .
فنسأل الله – جلّ وعلا – أن يغفر له ، وأن يجزيه عن سنّة رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – خير الجزاء ، و أن لا يحرمنا و إيّاكم محبّة من محبّة أمثال هؤلاء العلماء ، و أن يقطع دابر الذين يبغضون مثل هؤلاء ) اهـ .
............................................
(1)يعني النّاس
(2)يعني قاموا بنصرة هذا الدّين .
حمّل المقطع من هذا الرّابط :
http://ar.salafishare.com/2OW
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق