ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﻮﺿﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﺣﺎﺩﺓ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ
��ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ -ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ-
��ﺳﺆﺍﻝ (64 ) : ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ : ﻧﺮﻳﺪ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﻮﺿﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﺣﺎﺩﺓ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻳﺘﻔﺮﻗﻮﻥ ﻭﻋﻠﻰ
ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺷﻲﺀ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﺘﺨﺎﺻﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ؟
ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺷﻲﺀ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﺘﺨﺎﺻﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ؟
��ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
��ﻣﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ : ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﺬﺍﻛﺮﺓ (1 ) ، ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻭ ﻣﻊ ﺍﻷﻗﺮﺍﻥ، ﻓﺎﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ﻣﻊ ﺍﻷﻗﺮﺍﻥ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺮﺗّﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻋﻞ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺷﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ، ﻭﻣﺘﻰ ﺭﺃﻯ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺬﺍﻛﺮﺓ ﺳﺘﺠﺮ
ﺇﻟﻰ ﺷﺮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ، ﻓﻠﻴﺲ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻤﻐﺎﻟﺒﺔ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻌﻲ ﺃﻭ ﻣﻌﻚ ﺃﻭ ﻣﺎ ﺷﺎﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻻ، ﺍﻟﻤﺬﺍﻛﺮﺓ
ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺪﻟﻴﻠﻪ ﻓﻴﺄﺧﺬ ﺑﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﺳﻮﺍﺀ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻚ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺃﺧﻴﻚ، ﻭﻣﺠﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻟﺘﻜﻮﻥ
ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ ﻭﻣﺠﺎﻫﺪﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﻪ ﺷﻴﻄﺎﻧﻪ ﻭﻧﻔﺴﻪ ﺍﻷﻣﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﺩﺍﺓ ﺃﺧﻴﻪ ﺃﻭ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﻪ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ
ﻧﺘﻌﻠﻢ ﺍﻷﺩﺏ ﻟﻠﻤﺬﺍﻛﺮﺓ، ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺭ، ﻭﻟﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺩﺓ ﺗﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺭ؛ ﻓﺈﻥ ﺣﺼﻞ
ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻴُﺘﺮﻙ ﻓﻮﺭًﺍ، ﻭﻣﻦ ﺃﺧﻄﺄ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻪ ﻳُﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻣﺤﺔ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ؛ ﻓﺈﻧﻬﻢ
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﺣﺮﺹ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺎﻑ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﻧﻈﺎﻓﺔ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻨﻴﺔ،ﻭﺩﺍﺋﻤﺎ ﻭﺃﺑﺪﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻧﺼﺐ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ
ﻭﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ، ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﺬﺍﻛﺮﺓ ﻣﻊ ﺍﻷﺷﻴﺎﺥ ﻭﻣﻊ ﺍﻷﻗﺮﺍﻥ، ﻭﻧﺘﻌﻠﻢ ﻟﻠﻤﺬﺍﻛﺮﺓ ﺣﺴﻦ ﺍﻷﺩﺏ، ﻧﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺭ، ﻭﻧﻘﻨﻊ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ
ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﺿﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺃﻧﻰ ﻭﺟﺪﻫﺎ ﺃﺧﺬﻫﺎ، ﻭﻣﻦ ﻟﺴﺎﻥ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﺣﻖ ﺃﺣﻖ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻊ، ﻭﻟﻨﺘﺮﻙ ﻛﻞ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻔﻀﻲ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺘﺒﺎﻏﺾ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﺮ ﺃﻭ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻈﻦ ﺃﻭ ﻧﻘﺺ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻧﺘﺠﻨﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺣﺮﻳﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﺴﺪ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﺃﺧﻮﺗﻬﻢ ﻭﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻟﻴﺘﺤﻮﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﺣﺎﻝ ﺣﺴﻦ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻝ ﺗﺮﺿﻲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺗﻐﻀﺐ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻓَﻬُﻢْ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ
ﺍﻹﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﻬﺪﻑ، ﻭﺃﻣﺎ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﺎﺓ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﻝ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻓﺎﺕ ﻓﺎﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺪ ﻗﻀﻰ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﻳﺮﻭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻮﺳﻮﺳﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺍﺗﻬﻢ، ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻻﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺗﺰﻋﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻮﺳﻮﺳﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺍﺗﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ : " ﺻﺪﻗﻮﺍ، ﻭﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺨﺮﺍﺏ 2)" ) ، ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺧﺮﺑﺔ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺧﺮﺑﺔ ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻓﺎﺳﺪﺓ ﻭﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺷﺮﻳﺮﺓ
ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳﺼﻨﻊ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻟﻜﻦ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﺴﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﺃﺧﻮ ﺗﻬﻢ ﻭﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﻟﻴﺘﺤﻮﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻨﻪ، ﺇﻥ ﺳﻼﺣﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﺎﺭﺏ ﺑﻪ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻹﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ
ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺢ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﻨﺼﺢ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺮﺗّﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻋﻞ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺷﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ، ﻭﻣﺘﻰ ﺭﺃﻯ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺬﺍﻛﺮﺓ ﺳﺘﺠﺮ
ﺇﻟﻰ ﺷﺮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ، ﻓﻠﻴﺲ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻤﻐﺎﻟﺒﺔ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻌﻲ ﺃﻭ ﻣﻌﻚ ﺃﻭ ﻣﺎ ﺷﺎﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻻ، ﺍﻟﻤﺬﺍﻛﺮﺓ
ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺪﻟﻴﻠﻪ ﻓﻴﺄﺧﺬ ﺑﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﺳﻮﺍﺀ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻚ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺃﺧﻴﻚ، ﻭﻣﺠﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻟﺘﻜﻮﻥ
ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ ﻭﻣﺠﺎﻫﺪﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﻪ ﺷﻴﻄﺎﻧﻪ ﻭﻧﻔﺴﻪ ﺍﻷﻣﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﺩﺍﺓ ﺃﺧﻴﻪ ﺃﻭ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﻪ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ
ﻧﺘﻌﻠﻢ ﺍﻷﺩﺏ ﻟﻠﻤﺬﺍﻛﺮﺓ، ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺭ، ﻭﻟﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺩﺓ ﺗﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺭ؛ ﻓﺈﻥ ﺣﺼﻞ
ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻴُﺘﺮﻙ ﻓﻮﺭًﺍ، ﻭﻣﻦ ﺃﺧﻄﺄ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻪ ﻳُﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻣﺤﺔ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ؛ ﻓﺈﻧﻬﻢ
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﺣﺮﺹ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺎﻑ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﻧﻈﺎﻓﺔ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻨﻴﺔ،ﻭﺩﺍﺋﻤﺎ ﻭﺃﺑﺪﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻧﺼﺐ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ
ﻭﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ، ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﺬﺍﻛﺮﺓ ﻣﻊ ﺍﻷﺷﻴﺎﺥ ﻭﻣﻊ ﺍﻷﻗﺮﺍﻥ، ﻭﻧﺘﻌﻠﻢ ﻟﻠﻤﺬﺍﻛﺮﺓ ﺣﺴﻦ ﺍﻷﺩﺏ، ﻧﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺭ، ﻭﻧﻘﻨﻊ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ
ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﺿﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺃﻧﻰ ﻭﺟﺪﻫﺎ ﺃﺧﺬﻫﺎ، ﻭﻣﻦ ﻟﺴﺎﻥ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﺣﻖ ﺃﺣﻖ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻊ، ﻭﻟﻨﺘﺮﻙ ﻛﻞ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻔﻀﻲ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺘﺒﺎﻏﺾ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﺮ ﺃﻭ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻈﻦ ﺃﻭ ﻧﻘﺺ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻧﺘﺠﻨﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺣﺮﻳﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﺴﺪ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﺃﺧﻮﺗﻬﻢ ﻭﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻟﻴﺘﺤﻮﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﺣﺎﻝ ﺣﺴﻦ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻝ ﺗﺮﺿﻲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺗﻐﻀﺐ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻓَﻬُﻢْ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ
ﺍﻹﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﻬﺪﻑ، ﻭﺃﻣﺎ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﺎﺓ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﻝ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻓﺎﺕ ﻓﺎﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺪ ﻗﻀﻰ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﻳﺮﻭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻮﺳﻮﺳﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺍﺗﻬﻢ، ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻻﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺗﺰﻋﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻮﺳﻮﺳﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺍﺗﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ : " ﺻﺪﻗﻮﺍ، ﻭﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺨﺮﺍﺏ 2)" ) ، ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺧﺮﺑﺔ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺧﺮﺑﺔ ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻓﺎﺳﺪﺓ ﻭﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺷﺮﻳﺮﺓ
ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳﺼﻨﻊ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻟﻜﻦ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﺴﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﺃﺧﻮ ﺗﻬﻢ ﻭﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﻟﻴﺘﺤﻮﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻨﻪ، ﺇﻥ ﺳﻼﺣﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﺎﺭﺏ ﺑﻪ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻹﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ
ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺢ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﻨﺼﺢ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
البينة السلفية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق