اﻹمام محمد ناصر الدين اﻷلباني -رحمه الله تعالى- يرد على اتهام أهل السنة والجماعة باﻹرجاء...
تفريغ المادة الصوتية:
السائل: ظهرت هناك بعض الكتب تتكلم عن مسائل التكفير وأوردوا بعض اﻷدلة في مسألة اﻷيمان واتهموا بها أن عقيدة أهل السنة والجماعة في هذه المسألة هي من مسائل المرجئة؛ وأوردوا كلام لابن أبي العز والد الطحاوي، فما ردكم على هذه الشبهة جزاكم الله خيرآ؟.
الجواب: ردنا أن أولآ الخلاف جذري بين أهل السنة حقآ وبين المرجئة حقآ، من ناحيتين اثنتين؛ أن أهل السنة يعتقدون أن اﻷعمال الصالحة من اﻷيمان أما المرجئة فلا يعتقدون ذلك، ويصرحون بإن اﻷيمان هو اقرار باللسان وتصديق بالجنان -وهو القلب- أما اﻷعمال الصالحة فليست من اﻷيمان وبذلك يردون نصوصآ كثيرة لا حاجة بنا إلى ذكر شيء منها على اﻷقل إلا إذا اضطررنا.
هذه هي النقطة اﻷولى وهي: أن أهل السنة يقولون اﻷيمان يزيد وينقص؛ زيادته بالطاعة ونقصانه بالمعصية، المرجئة ينكرون هذه الحقيقة الشرعية؛ ويقولون بأن اﻷيمان لا يزيد ولا ينقص، فاتهام من أشرت إليهم؛ والعهدة على الراوي، اتهام هؤلاء الكاتبين في العصر الحاضر أهل السنة بأنهم مرجئة في مسألة اﻷيمان فذلك يدل دلالة قاطعة على أحد أمرين اثنين وأحلاهما مر إما أنهم يجهلون هذه الحقيقة وإما أنهم يتجاهلونها.
كيف يتهم من يقول اﻷيمان يشمل عمل الصالح واﻷيمان يزيد وينقص؛ كيف يتهم هؤلاء بأنهم مرجئة؛ والمرجئة يخالفون هؤلاء جذريآ فيقولون اﻷيمان لا يشمل العمل الصالح ولا يقبل الزيادة والنقصان حتى رووا عن أحد كبارهم أنه كان يقول أيماني كأيمان جبريل -عليه السلام- وهو قد يكون صادقآ مع نفسه لكنه ليس صادقآ مع نص كتاب ربه حينما يقول أيماني كأيمان جبريل ﻹنه يعتقد أن اﻷيمان ليس له علاقة بالصلاة والعبادة والتقوى وإنما هو أيمان؛ واﻷيمان الذي هو مجرد اﻷعتقاد لا يقبل الزيادة والنقصان ﻷنه إن نقص تحت اليقين دخله الريب والشك حين ذاك لا يفيد، لكن اﻷيمان لا يقبل النور كهذا النور بهذا المكان مهما سلطت فيه من أنوار فهو يتسع ويتسع إلى ما لا حدود له فإذآ اتهام أهل السنة من هؤلاء الذين يبدو مما سمعت من السؤال أنهم يلحقون بالخوارج فأولائك الذين يقولون بمثل هذا الكلمة ويكفرون من ارتكب كبيرة من الكبائر ويخالفون في ذلك نصوصآ كثيرة وكثيرة جدآ من الكتاب والسنة فواعجبآ كيف يتهمون جماهير المسلمين من الصحابة والتابعين واتباع اتباعهم الذين شهد لهم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بأنهم خير القرون يتهمونهم بأنهم مرجئة ويخالفون بذلك أساطين من نصوص الكتاب والسنة واﻷمر في ظني لا يتطلب توسعآ في رد هذه الفرية أكثر مما ذكرته آنفآ ولعل في هذا كفاية...إن شاء الله...
الجواب صوتيآ لمن أراده:
https://www.dropbox.com/s/upgu7o5bkykfo7q/AUD-20140209-WA0016.3ga
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق